العاملون في المجال الثقافي من المجتمع المدني والمؤسسات العامّة
تعد ورشة العمل الإقليمية هذه الثانية بين النظراء، من أصل ورشتين لتطوير القدرات حول "المناصرة من أجل الثقافة"، حيث تضم كلا الورشتين عاملين في قطاع الثقافة من المجتمع المدني ومؤسسات القطاع العام، ممن يملكون الرغبة والعزيمة في تأدية دور ناشط في المجال الثقافي والمشاركة في مبادرات المناصرة من أجل تعزيزه.
كان من الهام في ورشة العمل الأولى توضيح بعض الوقائع المرتبطة بموضوع المناصرة والاتفاق على مصطلحات عربية قادرة على إيصال المعنى الخاص بوصف المناصرة والأنشطة المرتبطة بها مع مراعاة الفروق الدقيقة في اللغة العربية بين المغرب العربي والمشرق العربي (وتم في نهاية المطاف اعتماد مصطلح "المناصرة")، كما وناقشت ورشة العمل الأولى موضوع تعريف المناصرين – أي من يقوموا بفعل المناصرة من أجل الثقافة؛ وفهم خلفياتهم ودوافعهم.
وأما ورشة العمل الثانية هذه، فستتعمق أكثر في شرح الأدوات والمنهجيات اللازمة لتطبيق حملات/مبادرات المناصرة، حيث سيتم تخصيص الحصة الأكبر من الوقت لتمارين ومناقشة قضايا المناصرة التي كان المشاركون قد صاغوها في إطار تحضيرهم المنزلي، هذا وستتسنى للمشاركين فرصة زيارة مساحات ثقافية في طنجة وتبادل وجهات النظر والآراء مع القائمين عليها.
عودة إلى ما تم توضيحه في خلال ورشة العمل الأولى، فإن مبادرة المناصرة هي مشروع بحد ذاته ويجب التفكير به وتصميمه من هذا المنطلق. تتطلب مبادرة المناصرة الناجحة استراتيجية جيدة تتناول المشكلة التي ننوي حلها، وتتطلب فهماً للسياق وتحديد الأطراف المعنية وتحديد المسائل الرئيسية وتقدير جيد للتغيير الذي نرغب فيه، كما تتطلب المناصرة بناء الشراكات والتحالفات عبر استراتيجيات التواصل التي لا تقتصر على الطرق التقليدية للتواصل باعتباره مجرد وسيلة لنشر المعلومات، بل ايضا على التفاوض فكسب رأي الجمهور، وإقناع صناع القرار بالانضمام إلى القضية، وإقناع الأشخاص الذين يصعب الوصول إليهم أو الحائرين أو غير المهتمين بكل بساطة كلها أمور تتطلب تواصلاً استراتيجياً والمهارات اللازمة لذلك.