تعزيز الثقافة في المناطق البعيدة والمهمشة
وضعت المبادئ التوجيهية لتعزيز الثقافة في المناطق البعيدة والمهمشة بناءً على النتائج والتوصيات التي توصل إليها المشاركون في ورشة عمل تشاورية إقليمية بين النظراء، والتي نظّمت يومي 10 و11 أيلول/سبتمبر 2015 في تونس العاصمة.
والمبادئ التوجيهية الحاليّة هي نتاج مراجعة الوضع ومناقشته في ما يتعلّق بتعزيز الثقافة في المناطق البعيدة والمهمشة (أي في المناطق والمدن البعيدة عن العواصم وغيرها من المدن الكبيرة) ضمن مخطّط التنمية الوطنية والمحلية، ودور المدن في هذا التخطيط وعلاقاتها مع الحكومات المركزيّة، والحصول على التمويل ووسائل التمويل، فضلًا عن آليات التنفيذ، وإشراك المجتمعات المحلية، وغيرها.
ويتم تناول مسألة التعاون عبر الحدود ودور الأماكن العامة في تعزيز التبادل على المستوى الإقليمي أيضًا، مع التركيز بشكل خاص على العقبات التي تواجهها البلدان والمجتمعات في المنطقة والتي تعيق تعزيز سياسة "الجوار".
وتتطرق المبادئ التوجيهيّة أيضًا إلى مواضيع ذات صلة مثل الإدماج والتماسك الاجتماعي، وتنمية السياحة والارث الثقافي، والاتّجاهات الحاليّة في الترويج للمدن (بما في ذلك اعطاء المدن علامات تجارية).
ولا تعدّ هذه المبادئ التوجيهية بأي حال شاملة فهي تعطي فكرة عن الشروط اللازم توافرها للتخطيط الحضري والإقليمي الثقافي وتعزيز دور المدن كمنابع للثقافة كما وتعزيز التعاون عبر الحدود.
وتهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى إلهام وتوجيه صناع القرار في المؤسسات الحكومية في دول جنوب المتوسط بهدف الوصول إلى فهم أفضل لقيمة تعزيز الثقافة ضمن مخطّط التنمية المحلية، لاسيما في المناطق والمدن البعيدة عن العواصم وغيرها من المدن الكبيرة، وتهدف أيضًا إلى لفت انتباه صناع القرار وكذلك الفاعلين في المجالات الثقافية إلى قيمة تعزيز الأصول المحليّة وحشد الموارد المحليّة وتوفير نماذج جديدة للتعاون، أي أطر جديدة للشراكات بين القطاع العام والمجتمع المدني وبين جهات محليّة وإقليمية وغيرها.