Think Culture... Think Growth

FacebookTwitter

Med Culture is a Technical Assistance Unit funded by the European Union for the promotion of culture as vector of Human, Social and Economic Development in South Mediterranean countries. 
READ MORE ABOUT EU COOPERATION

الكرڤانات - وسيلةٌ عصريّةٌ لخلقِ أجواءٍ ثقافيّة وفنّيّةٍ في الضّواحي

الكرڤانات - وسيلةٌ عصريّةٌ لخلقِ أجواءٍ ثقافيّة وفنّيّةٍ في الضّواحي

 الكرڤانات - وسيلةٌ عصريّةٌ لخلقِ أجواءٍ ثقافيّة وفنّيّةٍ في الضّواحي

في الوقت الذي تمثّل فيه العواصمُ والمراكز الحضريّة الكُبرى محاور ازدهارٍ للثّقافة والفنِّ، نجدُ أن الوصول إلى الثّقافةِ محدودٌ في المناطق الرّيفيّة في منطقة جنوب المتوسّط.

 

وقد كانت الصّراعات والاضطرابات السّياسيّة التي شهدتها المنطقة، في العقود الأخيرة، من أهمّ أسباب إغلاق العديد من دور السّينما والمراكز الثّقافيّة أبوابها. كل هذه الأسباب، وما رافقها من هجرات ريفيّة جماعيّة نجم عنها نزوح الفنون والنّشاطات الثّقافيّة صوبَ المُدن، أدّت إلى ترك آلاف المواطنين في المناطق الرّيفيّة أو النّائية بدون أيّ فرصة لطرق أبواب الثّقافة.

 

ولم تكن لبنان في منأى عن هذه الظّاهرة، بل مرّت بها خلال فترة الحرب الأهليّة وما بعدها. لكن ازداد الوعي، في السّنوات الأخيرة، حيال هذه المسألة، وحيال ضرورة إيجاد 'فضاءات فنّيّة' في الضّواحي والمناطق النّائية.

 

وقد تُرجِمَ هذا الوعي بإطلاق مبادرات لتلبية هذه الحاجة المُلِحّة من بينها "كرفان الحافلة للفنون"، وهو مشروع يجلب النّشاطات الثّقافيّة إلى قلب مجموعة من القرى في لبنان عبر حافلة وهي عبارة عن مسرح متنقّل حيث يمكن من خلاله التّعبير عن الفنّ ومشاركته في مظاهر متنوّعة.

 

ونجد أنّ هدف جمعيّة تيرو للفنون، التي أطلقت مشروع كرڤان الحافلة للفنون، هو إنشاء علاقات ثقافيّة بين سكّان القرى في لبنان إضافة إلى توفير فضاء يمكّن الفنّانين من المجتمع الدّولي من مشاركة الفنّانين المحلّيّين مستويات مختلفة من الخبرة.

 

ومثال على النّشاط في هذا المجال، قاسم إسطنبولي، وهو ممثّلٌ ومخرج، ومشارك نشط في مهمّة إعادة افتتاح دور السّينما والمراكز الثّقافيّة المغلقة بسبب الحرب ومهتمّ بإعادة فنون الأداء إلى جنوب لبنان، وهو الآن مدير لمشروعِ كرفان حافلة للفنون.

 

مثال آخر، جمعيّة تيرو للفنون هي جمعيّةٌ لبنانيّةٌ مستقلّة تعمل منذ عام 2014 في مجال افتتاح فضاءات لفنونِ عروض الأداء والميادين الفنّيّة والإبداعيّة المتنوّعة التي يمكن أن يُعبّر عنها وأن تتشاركها مجتمعات مختلفة.

 

ولقد أعادت الجمعيّةُ، عقب تجربة مسرح إسطنبولي، وسينما الحمراء وسينما النّجوم، افتتاح سينما ريڤولي في منطقة صور، جنوب لبنان، بعد أن أُغلقَ لمدّة 29 عامًا.  وقد تمّ الافتتاح خلال مهرجان تيرو للفنون في نهاية شهر تشرين الأوّل/أُكتوبر 2018. وقد كان هذا المهرجانُ بدعم من وزارتي السّياحة والثّقافة اللّبنانيّتين، ومؤسّسة دروسوس، وجمع المهرجان ضمن أنشطته بين عروض الأداء المسرحيّة، والحفلات الموسيقيّة والأفلام القصيرة.

 

ومن بين هكذا مُبادرات في لبنان أيضًا مشروع "الكرڤان"، المدعوم من قِبلِ برنامج ثقافة ميد. والهدف من هذا المشروع القيام بجولات عروض أداء تشاركيّة في الشّارع تنجز بالتّعاون مع فنّانين لاجئين وروّاد مسرح محترفين، في محاولةٍ لدمج مقابلات مسجّلة أُجريت للاجئينَ سوريّين يعيشون في لبنان.

 

وكذلك الأمر في تونس، فالمبادراتُ السّاعيةُ لجلب الفنّ إلى الضّواحي والأماكن النّائية قيد التّطور. ومن هنا، كان انطلاق مشروع "كارنا"، المكوّن من حافلة تجوال خاصّة بعروض الأداء المسرحيّة ليشمل مناطق جغرافيّة متنوّعة في جنوب تونس في محاولةٍ منه لرفعِ مستوى الوعي تجاه قضيّة التمييز العرقي ضد التّونسيّين السُّود.  وسوف تُحوّل حافلة كارنا إلى مسرحٍ مُجهّزٍ بما يلزم ليصبح بيئةً مشجّعةً يمكنها الوصول إلى العامّة لتقديم عروض الأداء وتمكين ورشات العمل من إنشاء شبكات تواصل فيما بينها، والقيام بحوارات وأعمال تفاعليّة.

 

ويسعى مشروع كارنا عبر تأمين لقاءات وتدريب فنّانين متميّزين ينتمون إلى خلفيّات ثقافيّة متنوّعة، إلى تأسيس مجموعة فنّيّةٍ جديدة متنقّلة، ولتقديم عروض فنّيّةٍ يمكن أن تُحفّز وتشجّع على الحوار حول قضيّة العُنصريّة وتعمل على رفع مستوى الوعي بين أبناء الشّعب التُّونسي في الجنوب. وجديرٌ بالذّكر أن نشير أيضًا إلى أنّ مشروع كارنَا مدعوم هو الآخر من قِبلِ برنامج ثقافة ميد.

 

تمّ إعداد هذا المحتوى بالتّعاون مع Cineuropa.